النفوس جُبلت على حب من أحسن إليها ، ولذلك ندبنا الله إلى التحدث بنعمه ، فإنَّه يورث المحبة . قال تعالى : { وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ } [ الضحى : 11]
يقول الطاهر بن عاشور : وربَّما كان تعداد النعم مغنيا عن الأمر بالطاعة والامتثال ؛ لأن من طبع النفوس الكريمة امتثال أمر المنعم لأن النعمة تورث المحبة .
وروى الترمذي وقال : حسن غريب قال رسول الله : { أحبوا الله لما يغذوكم من نعمه ، وأحبوني بحب الله ، وأحبوا أهل بيتي لحبي } .
و الشكر حفظ من العذاب ، وعلاج من النفاق :
قال تعالى : " إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا " [ النساء: 145-147 ]
فدل على أن الشاكر بعيد عن النفاق وعن عذاب الله ، بخلاف الجاحد فإنه قد يقع في النفاق ويستحق عذاب الله . فتدبر
قال بعض الحكماء : لو لم يعذب الله عز وجل على معصيته لكان ينبغي أن لا يعصي لشكر نعمته .
فاللهم ارزقنا شكر نعمته وحسن عبادتك .