برنامج عملى للثبات بعد رمضان
بقلم الشيخ / هاني حلمي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
- أمَّا بعد -
فأسأل الله تعالى أن يتقبل منَّا إنه هو السميع العليم ، وأن يتوب علينا إنَّه هو التواب الرحيم ، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب .
مضى رمضان ، وفاز الصالحون بالجوائز ، وبفضل الله تعالى كانت إنجازات هذا العام فوق جميع التصورات ، وحدثت طفرة بين الإخوة في الأعمال الصالحة ، واستجاب الكثيرون لمشروعات الأعمال الفذة التي اقترحناها في برنامج ( العشر الأواخر ) نسأل الله الصدق والإخلاص ، وأن يتقبل منا ، ويثقل بهذا الميزان .
بفضل الله من الشباب من أنعم الله عليه ، فختم في رمضان أكثر من (10 ختمات ) وصل ببعضهم إلى (15 ختمة ) ، وهناك من صلى أكثر من (200 ركعة ) في يوم ووصل ببعضهم إلى (700 ركعة ) ، وهناك من استغفر وسبَّح أكثر من (20 ألف ) مرة في يوم ، ووصل ببعضهم إلى (70 ألف مرة ) .
هذه قصة نجاح مع الله ، وعلامته الاستقامة بعد رمضان ، وأن يثمر في القلب الإيمان ، فبقي علينا اليوم أن نحافظ على ما تمَّ ، وأن نجتهد في ( ما بعد رمضان ) شكرًا لله أن وفقنا لبلوغ رمضان ، ورزقنا فيه الصيام والقيام وتلاوة القرآن وسائر العمل الصالح ، نسأل الله الصدق والإخلاص والقبول .
برنامجنا هذه المرة لما تبقى من شوال وينتهي بذي القعدة ، وسيكون - إن شاء الله - برنامجًا جديدًا في العشر الأوائل من ذي الحجة .
ما قبل البرنامج ..
(1) هناك محفزات كثيرة لابد أن ننتبه إليها ، حتى لا تكون كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثًا ، وحتى لا تهدم ما بنيت .
أولاً : من أهم علامات القبول : الخوف من عدم القبول ، فيتولد من ذلك الإقبال على الطاعة والبُعد عن المعاصي ، والحرص علة عدم الرجوع إلى الذنوب التي تاب لله منها .
ثانيًا : لو كان قلبك نبض بالإيمان واستشعر حلاوة القرب من الرحمن ، فهل تعود لسابق العهد من قسوة القلب ، ألم تعلم أنَّ أعظم الحرمان البُعد عنه ؟!! فلا تسمح لنفسك بذوق مرارة الهجر مرة أخرى .
ثالثًا : لا تعامله معاملة التاجر ، ينشط في المواسم ثمَّ يفتر بعد ذلك انتظارًا لموسم آخر ، فالله أعظم وأجل من ذلك ، فلا تدخل في قوله : " وما قدروا الله حق قدره " .
خطوات عملية للاستقامة على الطريق :
في الطريق إلى الله ثوابت ومتغيرات ، فثبِّت أشياء لا تحتمل عندك الجدال والمناقشة ، وكلما زادت الثوابت علت درجت عنده ، فبعضنا الثابت الذي لا يتغير عنده " الصلوات الخمس ، وبعضنا صار القيام والصيام وتلاوة القرآن ، وبعضنا طلب العلم وأعمال البر، وهكذا " فممن أنت ؟!
هذه هي الثوابت التي لا تحتمل المناقشة بعد رمضان ، ومن عنده همة للزيادة ؟!!
هذه الثوابت لابد أن نجتمع عليها ولا يمكن أن تتغير مهما كانت الظروف :
1- الصلوات الخمس : في جماعة للرجال ، وفي أول الوقت للجميع 2- صلاة 12 ركعة نوافل ؛ ليُبنى لنا كل يوم بيتًا في الجنة 3- قيام الليل بركعتين ، و أقل شيء بـ 100 آية ، أو جزء من القرآن ؛ لنكون من القانتين عند رب العالمين 4- صيام الاثنين والخميس ، و 13 ، 14 ، 15 عسى أن يختم لنا بصيام فندخل الجنة .5- قراءة جزء من القرآن كل يوم ؛ ليطهر القلب ويشفى من آفات وتتنزل الرحمات.
6-وأذكار الصباح والمساء : فهي طريق استقامة القلب .
7-الاستغفار ، والصلاة على النبي ، وقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، والباقيات الصالحات من تسبيح وتحميد وتكبير وحوقلة . لتكون من الذاكرين الله كثيرًا فيغفر لك .
8-وأعمال بر من صدقة شبه يومية ، وبر الوالدين ، وصلة رحم ، وزيارة شهرية لمريض ، ومسح رأس يتيم لإدخال السرور على قلب مسلم
9- الدعوة إلى الله وبث الخير بين الناس . لتضاعف أجرك فالدال على الخير كفاعله .
مشروعات مقترحة .
1- الصلاة ..
نقترح كل أسبوع أن يكون هناك قيام ب (1000 آية ) ليكتب لك قنطار من الأجر ،
صلاة (33 ركعة نوافل ) [ ركعتا الفجر ، أربع ركعات ضحى ، أربع ركعات قبل الظهر ، أربع ركعات بعده ، أربع ركعات قبل العصر ، اثنين بعد المغرب ، واثنين بعد العشاء ، وإحدى عشر ركعة قيام ] ، ومن أراد الزيادة فليذكر قوله صلى الله عليه وسلم : " صلاة في إثر صلاة كتاب في عليين " فكلما زاد ثقل ميزانه ، فاسجد واقترب .
2- الصيام :
مشروعنا لهذا العام (150 يوم صيام )
شهر مضان ( 30 يوم ) ،وإذا صمت الاثنين والخميس وثلاثة أيام تحصل (110 يوم أو أكثر ) في العام ،
وعندك صيام في التسع الأول من ذي الحجة ،
وصوم يوم تاسوعاء وعاشوراء ،
والإكثار في الأشهر الحرم لاسيما المحرم ،
وكذلك في شعبان فالمطلوب زيادة (10 أيام ) فيكون المجموع (150 يوم ) .
أمَّا صاحب العمل الأرقى فهو من يصوم (180 يوم ) صيام سيدنا داود ، يصوم يومًا ويفطر يومًا ،
وتحقيق العلماء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان صيامه يبلغ ذلك ، لكن لا ينتظم على صيام يوم وإفطار يوم ، بل كان يصوم كثيرًا ثم يفطر كثيرًا ، فلو أحصيت الأيام التي صامها لبلغت صوم داود أو أكثر .
3- الصدقة :
كفالة شهرية لبعض الفقراء ، ومساعدة بعض الجمعيات الخيرية بذلك ، والاهتمام بكفالة طلبة العلم الشرعي ، والصدقات الجارية لا سيما في نشر الخير من خلال الكتب والأشرطة النافعة .
4- الذكر والدعاء .
نوصي بشدة الاهتمام بالأذكار الموظفة (ذكر الدخول والخروج من البيت ، أذكار النوم ... الخ )
لذلك من الجميل أن تصطحب كتيبًا للاذكار في هذه المدة ، وتبدأ في حفظ ذكر يوميًا ، حتى تدخل في بشارة الرسول " لا يزال لسانًا رطبًا من ذكر الله " فتبلغ الجنة إن شاء الله .
وهذه بعض الأذكار والأدعية التي أوصانا رسول الله بها ، نوصي بحفظ واحد منها كل أسبوع منها ، إسهامًا في نشر سُنة الحبيب صلى الله عليه وسلم .
الأول : قال صلى الله عليه وسلم : " ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال : اللهم إني عبدك بن عبدك بن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك ، عدل فيَّ قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك ، أو علمته أحدً ا من خلقك ، أو أنزلته في كتابك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك : أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي . إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا
قال فقيل يا رسول الله ألا نتعلمها
فقال بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمه " [ رواه أحمد وصححه الألباني ] .
الثاني : عن جابر بن عبد الله قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن يقول ( إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أنَّ هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ، أو قال عاجل أمري وآجله ، فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ، أوقال في عاجل أمري وآجله ، فاصرفه عني ، واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به . قال ويسمي حاجته " [ رواه البخاري ]
الثالث : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا كنز الناس الذهب والفضة فاكنزوا هؤلاء الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات في الأمر ، والعزيمة على الرشد ، وأسألك شكر نعمتك ، وأسألك حسن عبادتك ، وأسألك قلبا سليما ، وأسألك لسانا صادقا ، وأسألك من خير ما تعلم ،وأعوذ بك من شر ما تعلم ، واستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب " [ رواه أحمد بإسناد حسن ]
الرابع : عن سعد بن أبي وقاص قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا هؤلاء الكلمات كما تعلم الكتابة ( اللهم إني أعوذ بك من البخل ، وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك من أن نرد إلى أرذل العمر ، وأعوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر . [ رواه البخاري ]
الخامس : عن ابن مسعود قال : وكان – يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم - يعلمنا كلمات ولم يكن يعلمناهن كما يعلمنا التشهد : اللهم ألف بين قلوبنا ، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام ، ونجنا من الظلمات إلى النور ، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا ، وأزواجنا وذرياتنا ، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ، واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها قابليها وأتمها علينا " [ رواه أبو داود وصححه الألباني ]
السادس : عن زيد بن أرقم قال : لا أعلمكم إلا ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا يقول : " اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل ، والبخل والجبن، والهرم وعذاب القبر ، اللهم آت نفسي تقواها ، وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها ، اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع ، ومن نفس لا تشبع ، وعلم لا ينفع ، ودعوة لا يستجاب لها " .[ رواه النسائي وصححه الألباني ]
السابع : عن عبد الله بن عمرو قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا يقول :
اللهم فاطر السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت رب كل شيء وإله كل شيء ، أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، وأن محمدا عبدك ورسولك والملائكة يشهدون ، أعوذ بك من الشيطان وشركه ، وأعوذ بك أن أقترف على نفسي إثما ، أو أجره على مسلم .
[ رواه أحمد وصححه الألباني ]
الثامن : عن عبد الله بن عمرو قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا كلمات نقولهن عند النوم من الفزع ، بسم الله أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وان يحضرون ، وكان عبد الله بن عمرو يعلمها من بلغ من ولده أن يقولها عند نومه ،ومن كان منهم صغيرا لا يعقل ان يحفظها كتبها له فعلقها في عنقه " [ رواه أحمد بإسناد محتمل للتحسين ]
التاسع : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر الله لك و إن كنت مغفورا لك ؟ قل : " لا إله إلا الله العلي العظيم ، لا إله إلا الله الحكيم الكريم ، لا إله إلا الله سبحان الله رب السموات السبع و رب العرش العظيم " [رواه الترمذي وصححه الألباني ]