ام احمد رئيس مجلس الإدارة
عدد الرسائل : 1822 العمر : 48 أوسمة : تاريخ التسجيل : 05/06/2008
| |
ام احمد رئيس مجلس الإدارة
عدد الرسائل : 1822 العمر : 48 أوسمة : تاريخ التسجيل : 05/06/2008
| موضوع: رد: منصِّر يقول:أليست هذه السورة (( الولاية الرافضية )) تحاكي القرآن وتبطل الحجة؟ الأحد نوفمبر 16, 2008 6:11 pm | |
| الجواب :
أعانك الله .
هذه مِن الْمُضْحِكات !
أولاً :
لقد أعجَز الله أقحاح العرب وتَحدَّاهم وأهل الفصاحة أن يأتوا بِسُورة مِن مثل هذا القرآن . فكان كل من حاول الإتيان بِقول مسجوع جاء بْالْمُضْحِكات ..
فقبل ألف وأربعمائة سنة حاول مُسيلِمة أن يأتي بكلام مسجوع ، فجاء بِما أضحَك الناس على مرّ الأزمان ! ليس في زَمن أهل اللغة والفصاحة ، بل حتى في الأزمنة المتأخِّرة .. اقرأ القرآن على أي إنسان يُحسِن اللغة العربية ، مُتعلِّما كان أو غير مُتعلِّم ، واقْرَأ عليه من سَجْع مُسيلِمة !
بل كذَّب مُسيلمة كلّ مَن سَمِعه ! حتى قال له عمرو بن العاص : إنك لَتعلَم أني أعْلَم أنك كاذب !
إن قائل ذلك القول الذي يُريد مُحاكاة القرآن بِكلام مسجوع ، كَمَن يُريد مُجارة خَلْق الإنسان ، فينظر في أصل خَلْق الإنسان ، وأنه خُلِق مِن طين ، ثم يأتي بِإناء مصنوع مِن فخَّار ويَزعم أنه يُحاكي خَلْق الإنسان ! وأين هذا مِن ذاك ؟ أين خَلْق الإنسان بِسمع وبصر وجوارِح وحواسّ ، وعقل وبصيرة ، من إناء فخَّار جامد ؟!
ثانيا :
إن الله عزّ وَجَلّ لَمَّا أعْجَز العرب تَحدّاهم أن يأتوا بسورة مثله .. بهذين القيدين : 1 – سورة . 2 – مثله .
مثل القرآن في فصاحته وبلاغته ونَظْمِه وإعجازِه ، وما تضمنته نصوص القرآن ، مما سيأتي الكلام عنه وبيانه .
ولم يَكن يُعجِز فصحاء العرب أن يسجعوا كسجع الكُهَّان ! بل كان فيهم قبل النبوة فُصحاء وبلغاء وشُعراء ، وكان فيهم خُطباء نَطَقُوا بالْحِكْمة ، مثل : قسّ بن ساعدة ، وغيره .
ولم يَكن قول أولئك يشتبه بِِماء جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم مِن القرآن ، ولم يُعارِضُوه بمثل قول أولئك ، مع كونهم أرباب الفصاحة وأهل اللغة . لأن التحدّي كان بسورة مِن مثل القرآن ، ولم يكن التحدّي بكلام مسجوع .
ثالثا :
لو أخذنا أقصر سورة من سُور القرآن ، وهي سورة الكوثر ، لَوجدنا أنها تضمّنت ما اتَّفَقَت عليه الشرائع السماوية ، وهي مقاصد القرآن الثلاثة – كما يقول الشوكاني – : إثبات التوحيد ، وإثبات المعاد ، وإثبات النبوّات .
فضمير التعظيم ( إنَّا ) إثبات للتوحيد ، وإثْبَات العَطاء ، وأن الله هو المعطي ، إثبات للتوحيد أيضا . (أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) إخبار عن غيب ، وهو مُتضمّن لإثبات الْمَعاد . (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ) إثبات صِدق النبي صلى الله عليه وسلم الْمُسْتَلْزِم إثْبَات نُبوّته . فكان ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الحقّ والصِّدق ، إذ كان مُبْغِضه وشأنه هو الأبتر المقطوع الذي انقطع ذِكْره . مع ما في هذه السورة القصيرة مِن أمْر بالعبادة (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) .
وكان القرآن يتَنَزّل في مكّة ، وكان يتضمّن أخبارا عن كُفّار قريش ، ولم يَكن بِمقدورهم تكذيبه ، ولا إثبات ضدّ ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم . خذ على سبيل المثال : سورة الْمَسَد ، وما فيها مِن إخبار عن أبي لهب وأنه هو وزوجته في النار .. لم يكن بِمقدور أبي لهب إثبات ضدّ ذلك ، ولا ادِّعاء الإيمان والإسلام !
ومثل ذلك ما جاء في تفسير قوله تعالى : (عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ) .. ولم يستطع مَن عُني بها إثبات خِلاف ذلك !
رابعا :
لَمَّا تَحدّى الله أقحاح العرب وأرباب الفصاحة أن يأتوا بسورة مِن مثل القرآن ، عجِزوا عن ذلك لِعلمهم ما تضَمّنه القرآن مِن فصاحة وبيان .
وقد امتاز الأسلوب القرآني بِخصائص ليست لِغيره ، فمن ذلك :
1 – مَسْحَة القرآن اللفظية فإنها مسحة خلابة عجيبة ، تتجلى في نظامه الصوتي وجماله اللغوي .
2 - إرضاؤه العامة والخاصة . ومعنى هذا أن القرآن الكريم إذا قرأته على العامة أو قُرئ عليهم أحّسُّوا جلاله ، وذَاقوا حلاوته ، وفَهِمُوا منه على قَدر استعدادهم ما يُرضي عقولهم وعواطفهم ، وكذلك الخاصة إذا قرؤوه أو قُرئ عليهم أحّسُّوا جلاله ، وذاقوا حلاوته ، وفهموا منه أكثر مما يفهم العامة ، ورأوا أنهم بين يدي كلام ليس كمثله كلام لا في إشراق ديباجته ولا في امتلائه وثروته .
3 - إرضاؤه العقل والعاطفة . ومعنى هذا أن أسلوب القرآن يُخاطب العقل والقلب معا ، ويجمع الحق والجمال معا .
4 - جَودة سَبك القرآن وإحكام سَرْدِه . ومعنى هذا أن القرآن بلغ مِن ترابط أجزائه ، وتماسك كلماته وجُمَلِه وآياته وسُوره مبلغا لا يُداينه فيه أيّ كلام آخر ، مع طول نفسه ، وتنوع مقاصده وافتنانه وتلوينه في الموضوع الواحد .
5 - براعته في تصريف القول وثروته في أفانين الكلام .
6 - جمع القرآن بين الإجمال والبيان ، مع أنهما غايتان متقابلتان لا يجتمعان في كلام .
7 - قَصْد القرآن في اللفظ مع وَفائه بالمعنى .
هذه ذَكَرها الزرقاني رحمه الله في كتابه النافع " مناهل العرفان " . ويُزاد عليها :
تضمّن القرآن للأخبار المستقبلية ، سواء منها ما كان في زمن نُزوله على النبي صلى الله عليه وسلم ، أو كان بعد ذلك .
فمن ذلك : الْحديث عن حرب فارس والروم ، وإخباره بِانتصار الروم في بضع سنين ، كما في فواتح سورة " الروم " . والإخبار عن نُصرة الرسول صلى الله عليه وسلم ونُصرة المؤمنين . وكذلك الإخبار عن أخبار الأمم الماضية ، وذِكْر الأنبياء ، وما جَرى لهم مما لم يكن معلوما لِقريش ، ولذلك يأتي التذكير بهذا عقب سياق القصص . قال تعالى : (تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) وما تضمّنه مِن الأخبار المستقبلية مما يُعلَم خبره بعد حين .
ولا يَزال العِلْم التجريبي يقف موقف المؤيِّد لَمّا جاء في القرآن مِن أخبار وحقائق ، لا يُنكرها إلاَّ جاهل أو مُعانِد ومكابر !
وما تضمّنه القرآن مِن إعجاز وبيان وفصاحة وبلاغة ، في أفصح عبارة وأرقى أسلوب ، مما أعْجَز العرب عن أن يأتوا بسورة مِن مثله .
وقد ذَكَر السيوطي ثلاثة وثلاثين وجها مِن وُجوه إعجاز القرآن ، وذلك في كِتابه " مُعتَرك الأقْران في إعجاز القرآن " .
وذَكَر الشنقيطي في مقدمة تفسيره " أضواء البيان " اثنين وعشرين نَوعا مِن أنواع البيان التي تضمّنها القرآن .
وألَّف السيوطي رسالة صغيرة في تفسير قوله تعالى : (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا) اسْتَخْرَج منها (120) نوعا مِن أنواع البديع ، ونيّفا وعشرين مسألة مِن عُلوم شتّى . كل ذلك مِن خلال تدبّر وتأمّل آية واحدة .
خامسا :
ما يتعلّق بسورة " الولاية " المزعومة ! فإن دلائل سقوطها وبُطلانها كثيرة مِن وُجوه عديدة :
الوجه الأول :
ما تضمنته مِن دعوة إلى الإيمان بالنبي . فإن آيات الكتاب العزيز لَم تأتِ على هذا الـنَّسَق ، فلم يأت في القرآن دعوة إلى الإيمان بالنبي هكذا ، بل تكون الدعوة مقرونة بالإيمان بالله ، مع استخدام وصف الرسول دون وصف النبي . وذلك لأن كل رسول نبي ، ولا عكس .
ومن جهة ثانية فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يدعو لنفسه ، وإنما كان رسولا مُرْسَلا مِن قِبَل رب العالمين ، فكانت الدعوة إلى الإيمان بِالْمُرْسِل قبل الإيمان بالرِّسُول .
الوجه الثاني :
ما تضمّنته تلك السورة المزعومة مِن دعوة إلى الإيمان بـ " الوليّ " ، وهذا ليس مِن طريقة القرآن ، ولا مِن أسلوبه ! فليس في القرآن حرف واحد يدعو إلى الإيمان بالوليّ !
الوجه الثالث :
زَعْم مُخْتَلقها أن الله أرسل " الوليّ " ! فإما أن يكون رسولا مع الرسول ، كما كان من شأن هارون وموسى عليهما الصلاة والسلام ، وإما أن لا يَكون رسولا . فإن لم يكن رسولا فما فائدة إرسال وليّ ؟! ثم لا ينطبق عليه وصف الرِّسَالة ؟
الوجه الرابع :
إذا كان عليّ رضي الله عنه ولـيًّا ، فهل اقتصرت الولاية عليه ؟
فإن قيل : نَعم ، فقد نَقَض القرآن هذه الدعوى في قول الله عزّ وَجَلّ : ( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) . فضمير الْجَمْع ( أولياء ) يردّ تلك الدعوى .
وإن قيل : لا ، لم ينفرد بالولاية ، فقد ناقضوا أنفسهم ، واطَّرَحوا قولهم بأنفسهم ! فما فائدة الإيمان بِوليّ واحد ، وغيره كثير ؟!
الوجه الخامس :
ركاكة أسلوب السورة المزعومة !
تأمل القول الْمُخْتَلَق (فالذين إذا تليت عليهم آياتنا كانوا بآياتنا مكذبين ، إن لهم في جهنم مقام عظيم) !
وقولهم : (نودي لهم يوم القيامة أين الضالون المكذبون للمرسلين) ! هذا قول تَمُجّه ألأذواق !
فضلا عن افتقارِه لأبسط أساليب الـنَّظْم القرآني ، مما سبقت الإشارة إليه .
الوجه السادس :
براءة تلك الفرقة الضالة التي اختَلقَتْ تلك السورة لِمَا فيها مِن عَيب لَهم على مرّ ألأزمان ، أن اخْتَلقُوا تلك الركاكة !
فالرافضة تتبرأ مِن تلك السورة ، وإن وُجِدَت في كُتُبهم !
وقُل مثل ذلك عن سورة " النورين " التي يَزعم الرافضة أنها من القرآن ! وفيها (قل هل يستوي الذين ظلموا وهم بعذابي يعلمون . سنجعل الأغلال في أعناقهم وهم على أعمالهم يندمون) !
لا تَجِد فيها أي فصاحة أو بلاغة ، وليس فيها ما يُشير إلى أنها من القرآن ، ولا أن مُختَلِقها عربي فصيح !
وليس فيها ما ينتظِم مع نَظْم القرآن ، ولا ما يقرب مِن أسلوبه ، ولا ما يتماشى مع فصاحته وإعجازه .
أخيرا :
وَقَف أحد القساوسة أمام القرآن موقف المعانِد الذي يُريد أن يستخرج منه ما يُثبِت به تناقض القرآن ، أو عدم حفظه ، ففتح المصحف وقرأ : ( الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) . فوقف موقف الْمُتعَجِّب .. !
وقال كيف يُفتتح ذلك الكتاب بالتحدّي ، بأنه كِتاب لا رَيب فيه ولا شكّ .. وعادة الْمُؤلِّفِين تقديم الاعتذار عما تتضمنه كُتُبهم مِن نقص وخلل !
وكم باءت مُحاولات مُجاراة القرآن بالفشل الذريع !
قال الزرقاني :
ويَروي التاريخ أن أبا العلاء المعري وأبا الطيب المتنبي وابن المقفع حَدَثتهم نفوسهم مرّة أن يُعارضوا القرآن ، فما كادوا يبدؤون هذه المحاولة حتى انتهوا منها بتكسير أقلامهم ، وتمزيق صُحفهم ؛ لأنهم لَمَسُوا بأنفسهم وعورة الطريق واستحالة المحاولة !
وتُحَدّثنا الأيام القريبة أن زعماء البهائية والقاديانية وَضَعُوا كُتُبًا يزعمون أنهم يعارضون بها القرآن ، ثم خافوا وخجلوا أن يُظهروها للناس ، فأخْفَوها . اهـ .
وقد تكفّل الله بِحفظ كِتابه ، فَصَانه عن كل مُحاولة للتحريف ، وحفظه من عبث العابثين ، وتحريفات الجاهلين .. حتى أصبح من يزعم مُجاراة القرآن أضحوكة في كل زمان ومكان !
وأنّى وهيهات أن يَكون كلام المخلوق مثل كلام الْخالِق ؟ أو أن يَكون الفخّار الجامد الهامد كالإنسان السّويّ العاقل ؟
ما لكم كيف تحكمون ؟
والله المستعان على ما يصِفون .
منصِّر يقول:أليست هذه السورة تحاكي القرآن وتبطل الحجة؟ - منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية
| |
|