أعتذر للسادة القراء عن خروجي اليوم عن المألوف والمعتاد فيما سوف أتناوله خاصة أن هذه المساحه مخصصة للرياضه ، وما سوف أتحدث عنه اليوم وإن كان بعيدا كل البعد عنها ، إلا أنه يشترك معها في إحدي صفاتها بصورة أو باخري ..
فإذا كانت الرياضة تهذيب للنفوس وسمو بالأخلاق ، فالتجارة أيضا لابد أن تحمل معني قريبا من ذلك ، فالصدق والأمانه يعدان سويا إحدي القيم الأخلاقيه المتعدده التي هي أساس العمل التجاري ..
لكن ما علاقة هذا بذاك !! ...
سأدخل في الموضوع مباشرة ، بعد ما مررت به من تجربه هاتفيه ( موبينيليه ) عشية عيد الفطر المبارك ، حيث أنني أحد مستخدمي شبكة موبينيل أو كما أنعت أنا وغيري ( عميل ) عندها ، وهو معني يختلف كلية عما يطلق عليه لقب جاسوس حتي لا يختلط الأمر علي القارئ العزيز ..
كعادتي وكعادتكم كل عام ومع حلول أية مناسبة سعيده ، وكما جرت العاده نسارع بتبادل التهاني والتبريكات فيما بيننا سواء هاتفيا أو شفويا ، حسب ظروف كل منا وأحواله ، ونظرا لإنتشار ظاهرة تبادل التهاني برسائل الموبايل والتي سادت مؤخرا ، فقد كانت فرصه لي لإرسال أكبر كم من الرسائل للإصدقاء والأقارب لتهنئتهم بعيد الفطر ، وسارعت من فوري بشحن كارت قيمته ( عشرة جنيهات ) مرة واحده كبداية ، حيث أن ظروف العبد لله الماديه لا تسمح ببذخ أكثر من ذلك ، وبدأت في إرسال التهاني عبر رسالة ثابته للأحباب ، وأنا أعمل يقينا أن سعر الرسالة خمسة وعشرين قرشا ، بما يعني أنه الكارت يساوي أربعين رسالة ..
بدأت بإرسال عدد خمسة وعشرين رسالة دفعة واحده ، وإنتظرت قليلا لتحديد أولويات الإرسال ، ثم عاودت الإرسال لأصدقاء آخرين ، ففوجئت بأن رصيدي لا يسمح بالإرسال !!
في البداية لم أعر الأمر إهتماما ، ظنا مني أنني أخطأت عدد الرسائل ، وقمت بشحن كارت آخر بنفس القيمة ( عشرة جنيهات ) لإستكمال ما بدأته ، فكان أن أرسلت عدد آخر يقترب من العشرين رساله ، وتمهلت قليلا لترتيب الأولويات أيضا ، وعادوت الكره مرة أخري ، ففوجئت مرة ثانية بأن رصيدي لا يسمح !!!
هنا إعتراني الشك ، مع تكرار ما حدث ، خاصة أنني كنت متأكد هذه المره من عدد الرسائل ، بل قمت بمراجعة السجل الخاص بي ، وحسبتها بدقة فإكتشفت أنني لم أرسل رسائل توازي قيمة الكارتين ، ورغم ذلك نفد الرصيد ..
وبما جبلت عليه من تحدي ، وما أصابني من غضب جراء ما حدث وما يعنيه ذلك ، قمت من فوري بشحن كارتين دفعة واحده متعمدا وبنفس القيمة وأنا أنتوي إتخاذ وقفة جدية أمام ما يحدث لو تكرر الأمر ، وقمت أيضا بتدوين أرقام الكارتين بل وتحريزهما ، خاصة أنني القيت _ كعادتي _ الكارتين السابقين بعد تمزيقهما ..
ثم أمسكت ورقة وقلم وبدأت بإرسال الرسائل وحساب عددها وتكلفتها مع خصمها من قيمة الكارتين ، ففوجئت أيضا بتكرار الأمر ، بما يعني نفاذ الرصيد بما لا يوازي ما تم إستخدامه وإرساله من رسائل !!!
تساءلت بيني وبين نفسي عن سر ما يحدث ، وهل لذلك علاقه بعرض الخمسة قروش التي ملأت بها الشركة الدنيا دعاية خلال شهر رمضان المبارك ، وهل هو نوعا من التعويض مثلا ؟؟
فكان أن سارعت بالإتصال بخدمة العملاء ، وعرضت شكواي ، عن طريق موظفي الخدمه وتحديدا من تدعي ( دينا ) وتمت مراجعة الرسائل وقيمة الكروت ..
فما الذي حدث ؟؟؟ ... حدث أن جاءت الإجابة علي طريقة موظفي الحكومة ، بأن كل شيئ تمام وزي الفل ، وأن العيب في العبد لله الذي لا يعرف كيف يرسل الرسائل ، بعد أن أفادتني سيادتها أنني قد كررت إرسال بعض الرسائل علي طريقة القروي الساذج الذي بهرته أضواء المدينة ..
ولما كانت إجابتها غير مقنعه ولا تستوي أو تتطابق مع ما هو مسجل عندي في سجل الهاتف الخاص بي ، إعترضت بشدة ، وثرت ثورة عارمه عليها ، ومع علمي أن المكالمه مسجله ، طلبت منها أن تصلني فورا بأحد المسئولين نظرا لأن ما تحدثت به هو الهراء بعينه ، إنتظرت قليلا علي الهاتف بعد أن وعدتني بذلك ، ثم فوجئت بقطع الإتصال من جانبها ..
لم أيأس وعاودت الإتصال مرة أخري وأنا في أشد الغضب مما يحدث ، فرد علي صوت نسائي آخر حرصت هذه المره عن معرفة إسمها كاملا ودونته عندي وهو بالمناسبة ( سالي نعيم ) ، ودارت بيننا نفس المناقشه بعد أن حاولت إقناعها بأنني قد عرضت شكواي من قبل ، وأنه من العبث إعادة الشكوي وإهدار الوقت فيما لا يجدي ، وطلبت منها أن تصلني بأحد المسئولين حتي لو كان نجيب ساويرس صاحب الشركة نفسه ، فكان ردها بأنه لابد من سماع سبب شكواي مرة أخري ، حتي تتأكد من مدي صحتها وصدقها !!
وقد فعلت ما طلبته مني منصاعا وأنا لا أملك سوي الطاعه فما الذي حدث ؟؟؟
هذا ما سوف أستكمله المقال القادم نظرا لضيق المساحه ، وأرجو أصدقائي ألا يصبكم الملل من تلك القصة ، ما إعتقادي الراسخ بأنني سأجد الآلاف وإن لم يكن الملايين قد تعرضوا لها بذات التفاصيل ..