بسم الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة الا بالله
.. اللهم صلي علي محمد واله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
أولا الموضوع عن صفتين من صفات المولى جل وعلا سبحانه
ربي ورب كل شئ ومليكه رب العرش العظيم
وهما صفتين متضادتين .. علي النقيض تماما من بعضهما
الصفة الأولي هي ... النافع....
والثانية هي ... الضار ...
نبدأ التفصيل ونسأل الله السداد والتوفيق
أولا النافع ...
فهو سبحانه الذي يرزقني .. وانا انتفع بهذا الرزق ..
سواء كان الرزق مادي من اكل وشرب ومسكن ومال وولد ..
او معنوي من راحة وسكون وايمان وهدوء وخلق حسن..
فكل هذه الارزاق لا يستطيع انسان ان يعيش دونها طبعا ...
قد يعيش دون بعضها ..
لكن نقصان بعضها قد يسبب التعب في الحياة والعيش ...
ونسأل الله ان يرزقنا وينفعنا بما رزقنا... امين
والنفع من الله سبحانه ...
وله اشكال لا تعد ولا تحصي ...
ولكن ... قد يسأل سائل .. انا اعبد من ينفعني .. فهذا من العقل فعلا ..
لكن كيف اعبد من يضرني .. ومن صفاته انه هو الضار ؟؟
ثانيا الضار ....
ونقول أن ليس كل ضر يمس الانسان شر له ..
قد يكون لك ضرر في حالتك الان وفي وقتك الحالي ..
لكن قد يترتب عليه نفع كثير لا تعلمه الله يعلمه ويقدره لك في المستقبل
المرض مثلا ... ضرر .. وهو من قدر الله ولابد ان اصبر عليه ...
فيصيبني مرض لا استطيع الاكل او الشرب او الحركة ..
وقد يكون هذا المرض فيه نفع لي ..
فقد يقدر الله لي المرض .. كي يمنعني من المعصية
فهو يعلم انني عبد عاصي لا ارتدع ولا انتهي عن المعصية
فيقدر لي المرض من حبه لي .. ويبعدني عن المعصية بعض الوقت
قد يقصر الوقت وقد يطول
المهم هو انه فعلا نفع ..
وقد يبتليني الله بمرض لكي يرق قلبي واعود الي صراط الله المستقيم ..
وبهذا فيكون ضرر المرض عاد وانقلب الي نفع ونعمة
وقد يصيبني مكروه في مال .. الله يعلم ان هذا المال فيه شبهة حرام ..
او انه حرام فعلا .. ويريد ان ينجيني منه ويبدلني خيرا منه ..
فيصيبني في مالي مصيبة .. احتراق منزل او مصنع ..
تلف بضاعة او تجارة ..
وقد يبتليني في ولدي ..
كما كان في سورة الكهف لما قتل الخضر عليه السلام غلاما في المدينة التي نزل بها ..
وتعجب موسي عليه السلام من هذا وانكره ..
لكن الله اطلع الخضر علي علم من الغيب ..
وكأن هذا الطفل سيكون عاقا لاهله او كافرا اذا كبر عندهم
فكان موته فيه نفع كبير لهم .. وهم يحسبونه شر..
ويكون الصبر علي هذه المصائب والاضرار فيه نفع كثير ايضا
فيغفر الله لي بما قاسيت من تعب ونصب
ويرفع درجتي في الصابرين وبين الشاكرين
لكن المهم هو ان اصبر علي قضاء الله
واسترجع .. فأقوا إنا لله وإنا اليه راجعون ... لا حول ولا قوة الا بالله
اللهم أجرني في مصيبتي
اللهم إءجرني في مصيبتي
واخلف لي خيرا منها
اللهم اجعلها لي طهرة
وارفع بها درجتي عندك
واحفظ لي اجري عندك
وانت خير الحافظين
وعلي هذا .. يتضح معني التضاد بين اسمين من اسماء الله سبحانه وتعالي ..
النافع والضار ...
فليس كل ضرر شر ..
معلش طولت عليكم ..
لو حد عنده سؤال انا تحت امركم
وجزاكم الله خيرا كثيرا
متابع ان شاء الله