بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله
أردت أن أساهم في هذا الموسم الطيب المبارك.. بهذا الموضوع لتعم الفائدة
سواء للذين مَنَّ عليهم الله وسيحجون هذه السنة
أو لغيرهم من طلاب العلم.. أو الذين ينوون الحج في السنوات المقبلة إن شاء الله
أسأل الله العلي العظيم أن لا يحرمنا ذلك...آميين
***
معجم ألفاظ الحج
ليس من فضل القول إفراد الحديث عن أهم مصطلحات الحج؛ لما لهذه المصطلحات من أهمية في بيان أعمال الحج، وما يتعلق به من مناسك، فلا يليق بالمسلم عامة الجهل بها فضلاً عمن يقصد الحج.
وقد نهجنا في سبيل ذلك إلى بيان المادة المراد شرحها، من حيث دلالاتها اللغوية أولاً، ثم عطفنا على ذلك ببيان المعنى الشرعي، لما لا يخفى من الترابط بين المعنيين، اللغوي والشرعي.
وتسهيلاً للوصول إلى المادة المطلوبة، عمدنا إلى تقسيم مواد معجمنا إلى ثلاثة أقسام، جعلنا الأول تحت عنوان "مصطلحات زمانية" عرضنا فيه لأهم مصطلحات الحج المتعلقة بالزمان، أما القسم الثاني فكان تحت عنوان "مصطلحات مكانية" تناولنا فيه جملة من مصطلحات الحج المتعلقة بالمكان، وجاء القسم الثالث مخصصًا للحديث عن بعض المصطلحات العامة المتعلقة بأعمال الحج، التي لا تندرج في أحد جانبي الزمان والمكان. وراعينا في تناولنا للمصطلحات أن نرتبها وَفْقَ حروف المعجم، والله الموفق.
أولاً: مصطلحات المعجم الزمانية
- أيام التشريق:
الأصل اللغوي للتشريق مادة "شرق" تقول: شَرَقت الشمس تشرق شروقًا وشرقًا، طلعت. والتشريق يطلق على ثلاثة معانٍ:
الأول: الأخذ من ناحية المشرق، تقول: شتان بين مشرِّق ومغرِّب.
الثاني: صلاة العيد، مأخوذ من شروق الشمس؛ لأن ذلك وقتها، وفي الحديث عن علي موقوفًا: "لا جمعة ولا تشريق إلا في مصر جامع" قال ابن حجر: أخرجه أبو عبيد بإسناد صحيح.
الثالث: ثلاثة أيام بعد يوم النحر، وهو اليوم الأول من أيام عيد الأضحى. وهذا هو الاستعمال الأغلب.
وسُميت هذه الأيام بذلك؛ لأنهم كانوا يُشرِّقون لحوم الأضاحي في الشمس، وتشريق اللحم كما قال أهل اللغة: تقطيعه وتقديده وبسطه ( نشره ).
قال ابن حجر: سميت أيام التشريق؛ لأنهم كانوا يُشرِّقون فيها لحوم الأضاحي، أي يقطعونها ويقددونها.
وتسمى أيام التشريق: الأيام المعدودات، قال تعالى: { وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَات } ( البقرة: 203 ) وتسمى أيضًا: أيام منى، لأن الحاجَّ يكون موجودًا فيها تلك الأيام.
- أيام منًى:
مِنَى: بكسر الميم وفتح النون مخففة، بوزن ربًا، تذكر وتؤنث، وهي قرية قرب مكة، سميت بذلك لأن الأقدار وقعت على الضحايا بها فذُبحت، ومنه أخذت المنية، يقال: وافته المنية، أي جاء أجله.
وأيام منًى هي أيام التشريق - كما تقدم عند الحديث عن أيام التشريق - أضيفت إلى منًى لإقامة الحاج بها لرمي الجمار.
- الحج الأكبر
هو يوم النحر، وفيه قوله تعالى: { وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَر } ( التوبة:3 ) وإنما قيل "الحج الأكبر" من أجل قول الناس "الحج الأصغر" كما ثبت من حديث أبي هريرة عند البخاري. وروي ( العمرة الحج الأصغر ) وهذا الحديث لم يصح عند أهل العلم، وقيل: سُمي بذلك لكثرة الأعمال فيه.
- يوم التروية:
هو يوم الثامن من ذي الحجة؛ سُمي بذلك لأن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء تزودًا للخروج لمنًى وعرفة. وهو اليوم الذي يخرج فيه الحجيج لمنًى للمبيت فيها.
- يم الصدر:
هو يوم الثالث عشر من ذي الحجة، ويسمى يوم النفر الثاني، والصَّدَر في اللغة نقيض الورد، ومنه قوله تعالى: { حتى يَصْدُر الرِّعاء } ( القصص:23 ) ومعنى الصدر على هذا، رجوع المسافر من سفره، وسمي هذا اليوم بيوم الصدر؛ لأن الناس يَصْدُرون فيه عن مكة إلى ديارهم، أي يرجعون.
- يوم عرفة:
هو يوم التاسع من ذي الحجة، سُمي بذلك لأن الوقوف بعرفة يكون فيه، والوقوف بعرفات في هذا اليوم ركن أساس من أركان الحج، وفي الحديث ( الحج عرفة ) حديث صحيح رواه أحمد.
- يوم القر:
القرُّ مأخوذ من القرار، وهو المستقر من الأرض؛ ويوم القرِّ هو اليوم التالي ليوم النحر، وهو الحادي عشر من ذي الحجة، سُمي بذلك لأن الحجيج يقرِّون فيه: أي يسكنون ويقيمون بمنًى لاستكمال الرمي.
- يوم النحر:
هو اليوم الأول من أيام عيد الأضحى المبارك، العاشر من ذي الحجة، سمي بذلك لأن الأنعام تذبح وتنحر في هذا اليوم تقربًا إلى الله.
- يوم النفر
النفر مأخوذ من نفرت الدابة تنفِر نفارًا وتنفُر نفورًا، والنفر والنفير لغة: الجماعة من الناس، والجمع أنفار، ومنه قوله تعالى: { كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَة } ( المدثر:50 ) أي: نافرة.
ويقال لليوم الذي يلي يوم القر ( يوم الحادي عشر من ذي الحجة ): يوم النفْر بالسكون، ويوم النفَر بالفتح، وهو اليوم الذي ينفر الناس فيه من منًى، ويُسمى يوم النفر الأول، وهو يوم الثاني عشر من ذي الحجة، ويوم النفر الثاني، هو يوم الثالث عشر من ذي الحجة، آخر أيام التشريق.
ثانيًا: المصطلحات المكانية
الأبطح:
هو المكان الناتج عن سيل السيول، ويكون عادة مكانًا سهلاً لا حصى فيه ولا حجارة، وكل موضع من مسايل الأودية يسويه الماء ويدوسه، فهو الأبطح، والبطحاء، والبطح.
والبطحاء هو المكان الذي بين مكة ومنى، سمي بذلك لانبطاح الوادي فيها واتساعه، ويقال لها: المحصِّب والمعرِّس.
بدر
بفتح فسكون، أصله في اللغة الامتلاء، يقال: غلام بدر إذا كان ممتلئًا شابًا، ويقال: قد بدر فلان إلى الشيء وبادر إذا سبق؛ و ( بدر ) ماء مشهور بين مكة والمدينة، يقال: إنه يُنسب إلى بدر بن يَخْلُد بن النضر بن كنانة، سكن هذا الموضع فنسب إليه. وعند هذا الماء كانت الوقعة المباركة التي انتصر فيها الحق على الباطل، وقد نسب إلى بدر جميع من شهدها من الصحابة رضي الله عنهم.
البقيع
أصل البقيع في اللغة: الموضع الذي فيه أُروم الشجر من ضروب شتى، وبه سمي بقيع الغرقد، والغرقد: كبار العوسج، وهو مقبرة أهل المدينة، وهي داخل المدينة.
التنعيم
بالفتح ثم السكون، وكسر العين المهملة، موضع بمكة، سمي بذلك لأن جبلاً عن يمينه يقال له نعيم، وآخر عن شماله يقال له ناعم، والوادي نعمان، منه يُحْرِم المكيون بالعمرة.
جبل ثور
اسم جبل بمكة، فيه الغار الذي اختفى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في طريق هجرته إلى المدينة، وهو المقصود بقوله تعالى: { إذ هما في الغار } ( التوبة:40 ).
الجُحْفة
بضم الجيم وسكون الحاء، قرية كبيرة على طريق المدينة من مكة، سميت بذلك لأن السيل اجتحفها، وحمل أهلها في بعض الأعوام. ولما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة استوبأها وحُمَّ أصحابه، فقال: ( اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة أو أشد، وصحِّحها وبارك لنا في صاعها ومدها، وانقل حماها إلى الجحفة ) متفق عليه، وهي ميقات أهل مصر والشام والمغرب، لكن لما خربت وصارت مكانًا غير مناسب للحجاج، جعل الناس بدلاً عنها "رابغًا" وهو أقرب إلى مكة بقليل، ويبعد عن مكة 186كم.
الجِعْرانة
بكسر الجيم وسكون العين وفتح الراء، ماء بين الطائف ومكة، وهي إلى مكة أقرب، نزلها النبي صلى الله عليه وسلم لما قسم غنائم هوازن بعد رجوعه من غزوة حُنين وأحرم منها، وله فيها مسجد، وبها آبار متقاربة.
الجمرات
مكان رمي الجمار، وهو ركن من أركان الحج، والجمار ثلاث: الجمرة الأولى والوسطى، وهما قرب مسجد الخيف مما يلي مكة، والجمرة الكبرى، وتسمى جمرة العقبة، وهي في آخر منًى مما يلي مكة.
الحِجْ
بكسر الحاء وسكون الجيم، وهو في اللغة ما حجَرْت عليه، أي منعته من أن يُوصل إليه، وكل ما منعت منه فقد حجرت عليه. والحِجْر يطلق على مواضع، لكن أغلب ما يطلق على حِجْر الكعبة، وهو ما تركت قريش في بنائها من أساس إبراهيم عليه السلام، وحَجَرت على الموضع ليُعلم أنه من الكعبة، فسُمي حِجْرًا لذلك. وقد شاع بين الناس أنه حِجْر إسماعيل عليه السلام، ولا أصل لهذه التسمية؛ فإسماعيل بنى البيت مع أبيه عليهما السلام وكان كاملاً.
الحجر الأسود
موضعه جدار الكعبة من الركن الشمالي، وفيه قال رسول الله صلى اله عليه وسلم: ( الحجر الأسود من الجنة ) رواه أحمد في "مسنده" ورواه الترمذي في "جامعه" وقال: حديث حسن صحيح.
الحطيم
بفتح الحاء وكسر الطاء، اختلفوا في تعين مكانه، فقال بعضهم: هو ما بين مقام إبراهيم إلى الباب، وقال آخرون: هو ما بين الركن والمقام وزمزم والحِجْر، وقال فريق: هو ما بين الركن الأسود إلى الباب إلى المقام، حيث يتحطم الناس للدعاء. قالوا: كانت الجاهلية تتحالف هناك يتحطمون بالأَيمان، فكل من دعا على ظالم وحلف إثمًا عُجلت عقوبتُه؛ والأقرب أنه الحِجْر نفسه، سمي بذلك لأنه احتطم وقُطع من بناء الكعبة.
الخَيْف
بفتح الخاء وسكون الياء، وهو في اللغة ما انحدر من غِلَظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء، ومنه سمي مسجد الخيف من منًى.
ذات عرق
عِرق بكسر عينه وسكون رائه، واحد أعراق الحائط، يقال: وقع الحائط بعِرْق أو عرقين، والأصل فيه أن العراق في كلام العرب هو الأرض السبخة التي تنبت الطرفاء ( الشجر ). وذات عِرْقٍ: مُهَلُّ أهل العراق وخراسان، سُميت بذلك لأن فيه عِرْقًا، وهو الجبل الصغير. وتبعد ذات عرق عن مكة مسافة 100كم، وهي اليوم مهجورة، لعدم وجود طرق إليها. وبجوارها "العقيق" وهو وادٍ عظيم يبعد عن ذات عرق 20كم، وعن عرفة 120كم، ومنه يحرم الناس
ثالثاً: مصطلحات خاصة بالحج
-الإحرام
الإحرام لغة: المنع، وأحرم الرجل: دخل في الشهر الحرام؛ وأحرم بالحج والعمرة فهو محرم، سُمي بذلك لأنه يحرم عليه ما كان حلالاً من قبل، كالصيد والنساء..
والإحرام شرعًا عرَّفه العلماء بأكثر من تعريف، كلها متقاربة، نختار منها التعريف التالي: نية الدخول في نُسك الحج أو العمرة.
- الإحصار
الحَصَر: العيُّ وضيق الصدر، ومنه قوله تعالى: { أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُم } ( النساء:90 ) يقال: حصر صدره، إذا ضاق، وكل من امتنع من شيء فلم يقدر عليه فقد حُصِر عنه؛ و"أحصره" المرض، أي منعه من السفر أو من قضاء حاجة يريدها؛ وقد "أحصره" العدو يحصرونه، أي ضيقوا عليه وأحاطوا به من كل جانب. والمشهور عن أكثر أهل اللغة أن "الإحصار" إنما يكون بالمرض، وأما بالعدو فهو الحصر؛ وقال غيرهم: يقال في جميع ما يَمْنَع الإنسان من التصرف.
والإحصار شرعًا: هو كل حابسٍ من عدوٍ أو مرض أو غير ذلك، يمنع الحاج من إتمام نُسكه.
- إشعار الهدي
الإشعار لغة: الإعلام، ومنه قوله تعالى: { وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُون } ( الأنعام:109 ) و "أشعر" الهدي: إذا طعن في سنامه الأيمن حتى يسيل منه دم، ليُعْلَم أنه هديٌ، ومنه قولهم: ليت شعري، أي ليتني علمتُ.
والهدي: ما يُهدى إلى الحرم من الأنعام ( البقر والإبل.. ) واحده: هدِيَّة، وهدْيَةٌ.
وإشعار الهدي عند جمهور أهل العلم هو: أن يطعن صفحة سَنام الإبل، وهي مستقبلة القبلة، فيدميها، ويُلطِّخُها بالدم؛ ليُعْلَم أنها هديٌ؛ ولا يختص ذلك بالإبل، وإنما يشمل البقر أيضًا.
- الإفاضة
فاض الخبر: أي شاع، وفاض الماء: أي كُثُر حتى سال على ضفة الوادي، وأفاض الناس من عرفات إلى منًى، إذا دفعوا منها بعد انقضاء الموقف؛ وكل دفعة إفاضة.
والإفاضة شرعًا: انصراف الحجيج بعد انقضاء الموقف في عرفات، قال تعالى: { فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَات } ( البقرة: 198 ).
- الإفرد
الفرد: الوتر، وفَرَد بمعنى انفرد وتفرد، تقول: فَرَد فلان بالأمر، إذا انفرد؛ وأفرد الشيء: جعله فردًا. وفَرَدَ الحج عن العمرة: فعل كل واحد على حِدَة.
والإفراد شرعًا: هو الإهلال بالحج وحده، في أشهر الحج.
- الاضطباع
الضَّبْع لغة العَضُد؛ والاضطباع إدخال الرداء تحت الإبط الأيمن ورد طرفيه على الإبط الأيسر، فيكشف المنكب الأيمن، ويغطى المنكب الأيسر؛ سُميَ بذلك لإبداء أحد الضَّبْعَين؛ وكان يفعل ذلك من كان يريد أن ينشط للعمل. وهو ما يفعله الحاج في لباس إحرامه.
- البدنة
البدنة: ناقة أو بقرة تُنحر بمكة قربانًا، والهاء فيها للواحدة، لا للتأنيث؛ وتُطلق على الذكر والأنثى؛ سُميت بذلك لِسِمَنِها، يقال: بَدُنَ الرجل إذا سَمِن. والبدنة عند جمهور أهل اللغة تطلق على الإبل والبقر والغنم، الذكر منها والأنثى.
والبدنة في اصطلاح أهل الفقه: الواحد من الإبل والبقر والغنم، ذكرًا كان أم أنثى.
- تقلد الهدي
التقليد مأخوذ من قولهم: قلّده القِلادة إذا جعلها في عنقه، وقلَّد البدنة ( الإبل ) علَّق في عنقها شيئًا، ليُعْلَم أنه هديٌّ؛ والهديُّ: ما يهدى إلى الحَرَم من النِّعَم ( الإبل، البقر، الغنم.. ) وعلى هذا يكون معنى تقليد الهديِّ: أن يُعلَّق في عنق الهدي قطعة من جلد وغيره؛ لِيُعْلَم أنه هديٌّ.
- التلبية
مصدر لبَّى، وأصل التلبية الإقامة بالمكان؛ يقال: ألبَّ بالمكان ولبَّ به: إذا أقام به. والتلبية: أن يقول الحاج: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك. ويُشرع للحاج أن يقولها في سائر أحواله.
- التمتع
مأخوذ من المتاع، وهو المنفعة وما يُتمتع به، قال تعالى: { ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاع } ( الرعد:17 ) وتمتع بكذا واستمتع به بمعنى واحد، والاسم المتعة، ومنه متعة الحج؛ لأنها انتفاع. والتمتع في الشرع: هو الإحرام بالعمرة في أشهر الحج، ثم التحلل منها، ثم الإحرام بالحج في العام نفسه.
- الثجّ
الثجُّ لغة: الماء الكثير، ومنه قوله تعالى: { وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجا } ( النبأ:14 ) أي منصبٌّ جدًا؛ وفي الاصطلاح الشرعي يطلق "الثجُّ" على سيلان دماء الهدي والأضاحي، وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: ( أفضل الحج العجُّ والثج ) رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما، وهو حديث صحيح كما قال أهل العلم؛ والعَجُّ هو رفع الصوت بالتلبية .
- الحج
الحج بفتح الحاء وكسرها، فالفتح على المصدرية، والكسر على الاسمية؛ وهو لغة: كثرة القصد، وسميت الطريق محجَّة لكثرة التردد. وشرعًا: قصد بيت الله الحرام لأداء النسك في أشهر الحج. وسمي "الحاجُّ" بذلك؛ لأنه يتكرر للبيت لطواف القدوم، وغيره من مناسك الحج.
- الرَّمَل
بفتح الراء والميم، الهرولة، تقول: رَمَل يَرْمُل رَمَلاَ ورَمَلانًا، إذا أسرع في المشي وهزَّ كتفيه، وهو في الاصطلاح: المشي في الطواف سريعًا، مع مقاربة الخطو من غير وثب.
- رمي الجمار
[size=21]الرمي لغة: يطلق بمعنى القذف، وبمعنى الإلقاء، تقول: رميت الشيء وبالشيء، إذا قذفته، ورميت الشيء من يدي، إذا ألقيته فارتمى. و"الجمار" جمع جمرة، و"الجمرة" اسم للحصاة التي يُرمى بها، و"الجمار" اسم لمجتمع الحصى؛ سميت بذلك لاجتماع الناس بها، يقال: تجمَّر القوم، إذا تجمعوا واجتمعوا. وحاصل ما قيل في معنى الجمار أمران، الأول: أنها الحصى التي يُرمى بها، والثاني: اسم للمكان الذي تُرمى فيه الجمار، سُمي بذلك لاجتماع الحصى فيه؛ ورمي الجمار هو ما يفعله الحاج يوم النحر وأيام التشريق، من رمي سبع حصيات، على صفة مخصوصة، مبينة في كتب الفقه .