بيعــــة العقبـــة الأولى
فى الثلث الأخير من الليل تسلل ثلاثة وسبعون رجلا وامرأتان ممن أسلموا فى يثرب على يد مصعب بن عمير وجاءوا لمبايعة النبى - صلى الله عليه وسلم - فى مكة واجتمعوا عند العقبة مع النبى - صلى الله عليه وسلم - وعمه العباس ولم يكن قد أسلم بعد وبدأ العباس الحديث فقال : يا معشر الخزرج، إن محمدا منا حيث قد علمتم وقد منعناه من قومنا ممن هو على مثل رأينا فيه فهو فى عز من قومه ومنعة فى بلده وإنه قد أبى إلا الانحياز إليكم واللحوق بكم فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه ومانعوه ممن خالفه فأنتم وما تحملتم من ذلك وإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج به إليكم فمن الآن فدعوه فإنه فى عز ومنعة من قومه وبلده ، فقال الأنصار:قد سمعنا ما قلت فتكلم يا رسول الله فخذ لنفسك ولربك ما أحببت فتكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتلا القرآن ودعا إلى الله ورغب فى الإسلام ثم قال : أبايعكم على أن تمنعونى مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم فأخذ البراء بن معرور بيده وقال : نعم والذى بعثك بالحق لنمنعك مما نمنع منه أزرنا فبايعنا يا رسول الله فنحن والله أبناء الحروب وأهل الحلقة ورثناها كابر عن كابر، واعترضه أبو الهيثم بن التيهان فقال يا رسول الله : إن بيننا وبين الرجال حبالا وإنا قاطعوها(يعنى اليهود) فهل عسيت إن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا ،قال :فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال :بل الدم الدم والهدم الهدم أنا منكم وأنتم منى أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم .