الإسلام دين عالمى
( من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإنى أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين )
و" يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله " إلى قوله - عز وجل - : " اشهدوا بأنا مسلمون "
هكذا أمر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يدعو إلى الإسلام خارج جزيرة العرب وهذه هى واحدة من رسائل النبى إلى غير العرب وقد كان على شاكلتها رسائل إلى كسرى ملك الفرس والمقوقس حاكم مصر والنجاشى ملك الحبشة ليتأكد لنا أن الإسلام لم يكن للجزيرة العربية فقط بل للعالم أجمع .
ولقد فهم المسلمون الأوائل هذا واستوعبوه جيداً فبعد وفاة النبى - صلى الله عليه وسلم - أرسل الخليفة الأول أبو بكر الصديق رضى الله عنه الجيوش والبعوث لعرض الإسلام على الروم والفرس والقبط والبربر ومن أبى الإسلام كانت الأوامر صريحة بأن يدفع الجزية للمسلمين ومن استمر على إبائه كان السيف هو الفاصل بين الإسلام والكفر وسار على هذا النهج الخليفة الثانى عمر بن الخطاب رضى الله عنه وتبعه الخلفاء من بعد ذلك فقد كان واضحاً لهم وضوح الشمس أن الإسلام دين عالمى يجب عليهم أن ينشروه .
وإذا كانت هذه الرسالة غير محددة بعصر ولا جيل فهى كذلك غير محددة بمكان ولا بأمة ولا بشعب ولا بطبقة .
إنها الرسالة الشاملة التى تخاطب كل الأمم وكل الأجناس وكل الشعوب وكل الطبقات .
إنها ليست رسالة لشعب خاص يجب أن يخضع له جميع الناس.
وليست رسالة لإقليم معين يجب أن تدين له باقى أقاليم الأرض وتجبى إليه ثمراتها وأرزاقها .
وليست رسالة لطبقة معينة مهمتها أن تسخر الطبقات الأخرى لخدمة مصالحها أو إتباع أهوائها أو السير فى ركابها سواء أكانت هذه الطبقة المسيطرة من الأقوياء أم من الضعفاء ، من السادة أم من العبيد ، من الأغنياء أم من الفقراء والصعاليك ، إنها رسالتهم جميعاً وليست لمصلحة طائفة منهم دون سواها .
وليس فهمها أو تفسيرها أو الدعوة إليها حكراً على طبقة خاصة كما قد يتوهم كثير من الناس .
إنها هداية رب الناس لكل الناس ورحمة الله لكل عباد الله . وهذا ما وضحه القرآن منذ العهد الملكى. نقرأ فى ذلك ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) . (قل يا أيها الناس إنى رسول الله إليكم جميعاً ).( تبارك الذى نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً ) . (إن هو إلا ذكر للعالمين) .
نذكر هنا مقولة العالم المسيحى نصرى سلهب اللبنانى : " الإسلام دين الأزمنة جميعها وقد أعد لجميع الشعوب فهو ليس للمسلمين فحسب ، ولا لعرب الجزيرة الذين عايشوا النبى [- صلى الله عليه وسلم - ]وعاصروه فحسب وليس النبى نفسه نبى العرب والمسلمين فحسب ، بل هو نبى كل مؤمن بالله واليوم الآخر والنبيين والكتب المنزلة "